بيعه للخضار وقصر قامته، وعوامل أخرى لم تقف أمام طموحه وتحقيق أحلامه، فتجاوز كل العقبات بإصرار وعزيمة لاتوصف، حتى تحول الى بطل كبير دولي ومحلي بعدما حقق انجازات رياضية فاقت كل التوقعات.
انه "جراح نصار" 24 عاماً، أبن مدينة ذي قار الجنوبية، ولاعب المنتخب الوطني برمي الثقل والحائز على ذهبية بطولة العالم بألعاب القوى للمعاقين والتي أقيمت في دولة قطر نهاية الشهر الماضي بعدما سجل رقما قياسيا بلغ 10.65 م انتزعه من البطل الروسي السابق دشكين ديمتري.
البطل جراح نصار لم يحظَ باستقبال الأبطال كإقرانه من الدول بعد عودته الى بلاده، إلا أن حلمه في المشاركة ببطولة عالمية كان بلسماً لمعاناته في جوانب أخرى.
فالبطل الجديد يبلغ طوله 1,27 م ووزنه 67,5 كغم ويلعب لنادي الناصرية والمنتخب الوطني العراقي ومتزوج وله ثلاثة بنات.
وفي حديثه لإذاعة المربد قال أن ظروف حياته وتدريبه هي العائق الرئيس أمام تحقيقه انجازات يطمح لها في بطولات عالمية يرفع بها علم العراق في المحافل الدولية،مشيرا الى انه ترك مهنة بيع الخضار منذ سبعة أشهر في محل سكنه بناحية البطحاء غرب الناصرية للتفرغ للرياضة، واعتمد على راتبه من اللجنة البارالمبية والبالغ 500 ألف دينار، لكن لم يتسلم راتبه منذ سبعة أشهر على خلفية الأزمة المالية.
وعلى الرغم من معاناته في توفير لقمة العيش لعائلته إلا انه يتحدث بفخر عن انجازه الأخير وخطفه للميدالية الذهبية في بطولة قطر الأخيرة، وقال أن تدريباته لم تتجاوز عشرة أيام في العاصمة العراقية ليلتحق بالعاصمة الدوحة في منافسة كبيرة أمام عشرات المشاركين ومن دول مختلفة تهيأت لهم جميع الظروف في بلدانهم إلا أن إصراره في التحدي وراية العراق كانت نصب عينيه في ملعب الدوحة مكنه من تحقيق الانجاز الكبير ليعتلي منصة التتويج بطلا لدورة عالمية بالعاب القوى.
وأضاف جراح أن شعوره لا يوصف حينها، وذرف دموعاً من اجل بلده وعائلته ومدربيه إلا أن عتبه لم ينقطع عن المسؤولين والمعنيين ممن تجاهلوا انجازه الكبير للعراق.
وختام حديثه قال جراح أنه سيستمر ويواصل تدريباته داخل منزله ويرمي الثقل في ساحات مدينته البطحاء وسط حب كبير يبادله إياه أبناء مدينته.
المصدر:المربد
المصدر:المربد
تعليقات
إرسال تعليق