وقفة مع الاخ هاني الركابي




خمسة ايام من المسير لكل خطوه مذاق يخص بها
ولم يبقى اﻻ القليل ليوم لقائي بمعشوقي ومحبوبي اﻻزلي
لبيك ابا اﻻحرار لبيك


 
أنا مشتاق لضوضائهم .. صدقوني
 
 
قُتلتْ ، فأستيقضتُ قتيلآ ، وكانت جراحي لاتزال نازفه ، على الرغم من مرور دهرآ من الزمن ع قتلي ، ألتفت يمينآ ثم شمالآ ، فحصلت ع سكين حاده جدآ فهرعت بها باحثآ مفتشآ في الشوراع عن قاتلي ،متصفحآ وجوه البشر ، كان كل شئ يبدو في المدينه هادئآ ، غير اني لمست غراب الشر يلوح في سماء انطمرت شمسها واختفى ضيائها ، واضمحل الفضاء بعيني حتى كدتُ لا ارى اي شئ سوى جثث الموتى والغراب والذئاب تلتهم بها ، توغلت في المدينه وكنت كلما اتوغل فيها ، يكثر الضباب وتختفي مني الامال واحسست ان غموضآ يلف الاشياء ، كنتُ احس ان حيوانآ مفترسآ وعملاقآ سيثب امامي او خلفي ، وخلف كل صخره فخآ يتربص بي ، علّني اقع فيه ، مدينتي ليس كما عهدتها ، فكل شئ اصبح غريبآ وعجيبآ ، قصورها خرائب شورعها ضيقه ومخنوقه جوامعها مهدومه ، مدارسها محذوفه ، كأن سكانها واهلها وحراسها فرو من معركه خاسره ، أما متنزهاتها وحدائقها فقد تحولت الى مكبّ للنفايات وبقايا الحيوانات ، اما النهر العظيم والجميل والرهيب الذي كان يفصلها لصوبين رائعين فلا اثر لهُ ابدآ ، أين الجسور اين العبور اين واين ؟ اين ذهبَ واختفى ؟ فجلست متسائلآ ، هل يختفي نهرآ بهذا العمر الكوني العريق ، يستحيل فنهضتُ متلبسآ رداء القوه والعزيمه في مسيرتي للبحث عن قاتلي ، وصلت لقلب المدينه واذا بي ارى الناس مرتديه لاقنعه غريبه مقززه ،اجسامهم مزوده بدروع وبمصفحات واسلحه ثقيله وخفيفه ، متوجهه جميعها نحو السماء ، لم الحظ ابدآ اسلحه دفاعيه فكلها هجوميه ، وكلها ع اهبت الاستعداد للانطلاق ع شئ نازل من السماء او غزو كوكب ما ، بحثتُ عن موضعآ كي التجأ بهِ لانها تبدوا حربآ عالميه اخرى ؟

فركضتُ ..... وركضتُ ... متحاشيآ الارتطام بهياكل كان خوفي يجسدها لي .. فدخلت زقاقآ مضلمآ فيه بصيص من النور شاهدتُ من خلاله عجوزآ مسن حاملآ سكين حاد ، حسبتهُ مثلي قد استيقض توآ من موتهِ ، وها هو يبحث عن قاتله ، اقتربتُ منهُ واذا بهِ يهمس في اذني قائلآ :-

" لنهرب إلى موتنا لئلا نُقتل مرة أخرى. "

صدقتهُ... وهربتْ..........

نحنُ في الامزون وليس العراق ؟؟؟
 

تعليقات